تأخر تصاميم البناء يعرقل إعادة تشييد المنازل المتضررة من فيضانات شتنبر في الجنوب الشرقي
![]() |
دوار القصبة |
بعد مرور أكثر من شهر على انطلاق صرف مساعدات إعادة الإعمار للمنازل المتضررة من فيضانات شتنبر في الجنوب الشرقي، لم يتمكن العديد من المتضررين من البدء في إعادة بناء منازلهم التي انهارت جزئياً أو كلياً. في الوقت الذي تأخرت فيه بعض التصاميم إلى هذا الأسبوع، لا يزال آخرون ينتظرون بترقب هذه التصاميم، خصوصاً في ظل الظروف المناخية القاسية التي لا تقيهم برد الشتاء القارس في المناطق الجبلية.
ورغم الإشادة بجهود السلطات المحلية والإقليمية لتسريع الإجراءات، فإن هناك قلقاً من التأخر في تسليم البقع الأرضية المخصصة لإعادة بناء المنازل، خصوصاً في الأراضي السلالية. كما يعاني المتضررون من تأخر حصولهم على تصاميم البناء، التي يُنتظر أن يساهموا في تكاليفها بمبالغ رمزية.
وفي تصريح خاص، كشف أحد المتضررين من دوار تيكسلت بإقليم طاطا، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أنه رغم حصول جميع المتضررين في الدوار على مساعدات الإعمار، إلا أن عملية إعادة البناء لم تبدأ بعد. وأشار إلى أن السلطات المحلية حددت الأراضي السلالية التي سيتم توزيع البقع عليها منذ حوالي شهر، ولكنهم لم يتسلموا بعد التصاميم اللازمة لإعادة البناء.
وأضاف المتضرر ذاته أن المسؤولين المحليين أشاروا إلى أنهم بصدد إعداد الوثائق الإدارية وانتظار وصول التصاميم من العمالة، مشيراً إلى أن المتضررين لن يتحملوا التكاليف الكاملة للتصاميم ولكنهم سيُطلب منهم دفع جزء منها. ولفت إلى أن النساء في المنطقة يتواصلن بشكل دوري مع السلطات، إلا أن الوضع لم يتغير حتى الآن.
من جهته، أوضح محمد أيت بلا، فاعل جمعوي من دوار القصبة في جماعة تيسينت، أن المتضررين بالدوار تقدموا للتوقيع على الوثائق الإدارية اللازمة للحصول على تصاميم البناء بعد زيارة المهندس المختص للبقع المخصصة لهم. وأشار إلى أن تأخير العملية يعود إلى كثرة التصاميم التي كان يجب على المهندس إعدادها لعدد من المتضررين. وقد تم بالفعل تسليم تصاميم البناء لـ13 من أصل 35 متضرراً، والذين ينتظرون رخص البناء للبدء في أعمال إعادة الإعمار.
وأضاف أيت بلا أن المهندس سيواصل إعداد التصاميم لبقية المتضررين، مؤكداً أن جميعهم حصلوا على مساعدات الإعمار. وأوضح أن السلطات ستساهم بمبالغ رمزية في تكلفة التصاميم، مشيراً إلى أن المواد اللازمة لإعادة البناء متوفرة وبأسعار مستقرة، كما أن الطرق المؤدية إلى المنطقة تسهل وصول هذه المواد.
في سياق متصل، أكد الفاعل الجمعوي أن البقع الأرضية التي تم توزيعها على المتضررين بعيدة عن الشعاب والأودية، حرصاً من السلطات على تجنب كارثة جديدة في حال حدوث فيضانات مشابهة لما وقع في شتنبر الماضي.