عاجل

مئات الإيطاليين يتهافتون على شراء طرود غامضة في تجربة فريدة

author image

مئات الإيطاليين يتهافتون على شراء طرود غامضة في تجربة فريدة

في مشهد غير اعتيادي بمركز التسوق "روما إيست" بالعاصمة الإيطالية روما، اصطف مئات المتسوقين للحصول على فرصة شراء طرود غامضة لم يتسلّمها أصحابها. هذه الطرود، التي يُباع محتواها حسب الوزن دون أن يعرف المشترون محتواها مسبقًا، أثارت اهتمامًا واسعًا ضمن فعالية نظمتها الشركة الفرنسية الناشئة "كينغ كولي".

بأسعار تبدأ من 1.99 يورو لكل 100 غرام للطرد العادي و2.79 يورو للطرد الخاص بـ"أمازون"، تحوّلت عملية البيع إلى تجربة مثيرة، حيث اكتشف المشترون أغراضًا متنوعة، مثل معاول زراعية وسماعات لاسلكية وأحزمة وحتّى أواني طبخ مصنوعة من الغرانيت.

فكرة ولدت من أزمة الجائحة

كيليان دوني، الرئيس التنفيذي لشركة "كينغ كولي"، أوضح أن فكرة المشروع نشأت خلال جائحة كوفيد-19، عندما لاحظ فقدان العديد من الطرود التي كان يطلبها عبر الإنترنت. وقال: "بدأت أتساءل عما يحدث للطرود المفقودة التي لا يمكن توصيلها أو لا يطالب بها أحد. تبيّن أن شركات الخدمات اللوجستية تتلفها، بينما ترفض الشركات البائعة استردادها بسبب تكاليف النقل".

بمشاركة أحد أصدقائه، قرر دوني إنشاء مشروع لإنقاذ هذه الطرود وتحويلها إلى فرصة تجارية مستدامة.

إقبال واسع وأرقام قياسية

شهد الحدث إقبالًا كبيرًا، حيث توقعت الشركة بيع 10 أطنان من الطرود خلال 6 أيام، بمتوسط يومي يصل إلى 800 مشترٍ و3000 زائر. وأكد دوني أن الفكرة لا تهدف فقط إلى تحقيق الربح، بل تسعى أيضًا للحد من النفايات وتعزيز الاستدامة.

قاعدة واحدة فقط: لا تفتح الطرود قبل الشراء

تقوم عملية البيع على مبدأ واحد صارم: لا يُسمح بفتح الطرود قبل شرائها. ومع ذلك، سارع المشترون إلى تمزيق التغليف فور إتمام الدفع للكشف عن محتوياتها.

فيما كان بعض المشترين يحاولون استنتاج محتويات الطرود من خلال وزنها أو هزّها، نجح آخرون في الحصول على أغراض مفيدة بشكل مفاجئ. جوزيبي أرانسيو، أحد المشترين، قال: "دفعت 126 يورو ووجدت أشياء كنت بحاجة إليها، مثل طنجرة قيمة. خرجت من المجهول بفائدة حقيقية".

انتشار الفكرة عالميًا

بعد نجاح مبيعاتها في فرنسا، نظمت "كينغ كولي" فعاليات مماثلة في النمسا، الدنمارك، ألمانيا، لوكسمبورغ، وهولندا، مع خطط للتوسع إلى البرتغال وإسبانيا قريبًا.

وتؤكد الشركة أن نحو ثلث الطرود يأتي من شركات الخدمات اللوجستية الأوروبية، بينما الثلثان الآخران من سلع "أمازون" المرتجعة أو المفقودة. ورغم ذلك، نفت "أمازون" أي علاقة لها بعمليات بيع الطرود الغامضة، مؤكدة أن سياستها تهدف إلى إعادة استخدام المنتجات المرتجعة بطرق أخرى.

تجربة غير مسبوقة

تحولت هذه الفعالية إلى تجربة ممتعة وفريدة من نوعها للمتسوقين، تجمع بين المغامرة والدهشة، مع رسالة بيئية تدعو إلى إعادة تدوير المنتجات وتقليل الهدر.