ندوة دولية بغرناطة تسلط الضوء على "أنسنة الهجرة" وتعزيز التعاون المغربي-الإسباني
احتضنت مدينة غرناطة الإسبانية، أمس الإثنين، ندوة دولية حول قضايا الهجرة في الفضاء المتوسطي، وذلك بمقر هيئة المحامين بغرناطة. جاءت هذه الفعالية بشراكة بين المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات وهيئة المحامين بغرناطة، بتنظيم من جمعية أصدقاء المغرب، حيث ناقشت سبل تعزيز التعاون بين المغرب وإسبانيا لضمان حماية حقوق المهاجرين وكرامتهم.
ترأس الجلسة الافتتاحية للندوة إسماعيل شكير، رئيس جمعية أصدقاء المغرب، الذي أكد على أهمية الشراكة بين المجتمع المدني والأكاديميين في البلدين. من جانبه، أبرز عبد الفتاح البلعمشي، رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، ضرورة تعزيز التعاون لحماية المهاجرين، خاصة الذين يعيشون في أوضاع غير قانونية. وأشار إلى أن ملف الهجرة يجب أن يكون مجالًا للتعاون وليس للتنافس بين المغرب وإسبانيا، خاصة في ظل العلاقات الثنائية المتجددة بينهما.
وأكد البلعمشي أن المغرب وإسبانيا، بوصفهما نقاط تماس رئيسية للهجرة الدولية، بحاجة إلى تنسيق الجهود والتفاوض المشترك مع الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية لضمان الدعم المادي واللوجستي اللازم لتدبير هذه الظاهرة.
من جهتها، تحدثت أفريكا ماريا لوبيز، ممثلة هيئة المحامين بغرناطة، عن التشريعات الإسبانية الجديدة المتعلقة بالهجرة، مشيرة إلى أن هذه القوانين تمت صياغتها بالتشاور مع شركاء دوليين، وعلى رأسهم الحكومة المغربية. وأشادت بالدور المحوري للمغرب في هذا المجال، خاصة فيما يتعلق بموضوع التأشيرات.
كما سلطت أمبارو أربال مارتين، ممثلة بلدية غرناطة، الضوء على أهمية مشاركة المجتمع المدني المغربي في فهم قضايا المهاجرين. وأعربت عن التزام البلدية بتعزيز علاقاتها مع الجالية المغربية، التي تسهم بشكل فعال في التنمية المحلية، داعية إلى مزيد من المشاورات والمشاريع المشتركة لخدمة هذه العلاقة التشاركية.
وفي الجلسة الثانية، شاركت فتيحة الطالبي من المغرب إلى جانب إغناسيو بيريدا، رئيس مؤسسة مدرسة التضامن الإسبانية. وتطرق بيريدا إلى الحالات الاجتماعية الصعبة التي يواجهها المهاجرون غير القانونيين، بما في ذلك عدد كبير من المغاربة، مستعرضًا قصصًا إنسانية مؤثرة تستدعي تدخلاً عاجلاً لمواجهة هذه التحديات.
من جانبها، شددت الطالبي على ضرورة تعزيز التعاون بين المغرب وإسبانيا لمعالجة قضايا الهجرة، مستشهدة بإشادة وزير الداخلية الإسباني بدور المغرب في هذا الملف، وكذلك زيارة كاتبة الدولة الإسبانية في الإدماج والشغل الأخيرة إلى المغرب. كما دعت إلى تدخل عاجل لحماية النساء المغربيات العاملات موسميًا في ضيعات الفواكه الحمراء بإسبانيا، منددة بالانتهاكات التي يتعرضن لها، والتي وصلت في بعض الحالات إلى فقدان الحياة، كما حدث في حادث سير مأساوي يوم عيد الشغل.
هذه الندوة الدولية جاءت لتؤكد على أهمية "أنسنة الهجرة" وتعزيز التعاون المغربي-الإسباني في مواجهة التحديات المشتركة، بما يخدم حقوق المهاجرين وكرامتهم.