عاجل

الموقع الإلكتروني وجدة 24 وهويته البصرية الكاملة وصفحاته على مواقع التواصل الإجتماعي وبرمجته ومنصته... معروضة للبيع - إتصل على 0709043888

مهندس سابق في "غوغل" يتهم بتسريب 1000 مستند سري للصين في فضيحة تجسس تكنولوجي

author image

مهندس سابق في "غوغل" يتهم بتسريب 1000 مستند سري للصين في فضيحة تجسس تكنولوجي

في تطور مثير يسلط الضوء على حرب الذكاء الاصطناعي بين الولايات المتحدة والصين، وجهت وزارة العدل الأمريكية اتهامات خطيرة إلى لين وي دينغ، المهندس السابق في شركة "غوغل"، بتهمة سرقة أسرار تجارية حساسة تتعلق بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتسريبها لصالح شركات صينية. جاءت هذه الاتهامات في وقت تشهد فيه العلاقات التكنولوجية بين البلدين توترًا متصاعدًا.

تفاصيل الفضيحة: سرقة 1000 مستند سري

انضم لين وي دينغ، البالغ من العمر 38 عامًا والمعروف أيضًا باسم ليون دينغ، إلى "غوغل" في مايو 2019 كعضو في فريق التطوير البرمجي. وبحسب الاتهامات الرسمية، بدأ دينغ في سرقة البيانات السرية للشركة بعد ثلاث سنوات من عمله، وتحديدًا بين مايو 2022 ومايو 2023، حيث تمكن من تحميل أكثر من 1000 مستند سري على حسابه الشخصي في خدمة التخزين السحابي "غوغل درايف".

وتشمل المستندات المسروقة تصميمات مفصلة لشرائح الذكاء الاصطناعي التي تعمل عليها "غوغل"، بما في ذلك شرائح "تينسور" (TPU) التي تُستخدم في هواتف "بيكسل" الذكية ومراكز البيانات التابعة للشركة. كما تضم المستندات معلومات حول الواجهات البرمجية المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة، مثل "جيميناي" ونماذج توليد الصور.

اتهامات بالجاسوسية الاقتصادية

تواجه "ديب سيك"، الشركة الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، اتهامات من الحكومة الأمريكية وشركة "أوبن إيه آي" باستخدامها تقنيات "شات جي بي تي" لتدريب نموذجها الذكي "آر 1". ومع ذلك، لم يتم إثبات أي علاقة مباشرة بين "ديب سيك" وقضية تسريب المستندات التي يُتهم بها دينغ.

وبحسب تقارير وزارة العدل الأمريكية، حصل دينغ على منصب تقني مرموق في إحدى الشركات الصينية الناشئة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي خلال الفترة التي كان يسرق فيها المستندات من "غوغل". كما أسس شركة تقنية أخرى في الصين تركز على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، بينما كان لا يزال يعمل في "غوغل".

عقوبات شديدة واتهامات متعددة

يواجه دينغ 14 تهمة، منها سبع تهم تتعلق بالتجسس الاقتصادي وسبع تهم أخرى بسرقة الأسرار التجارية. وتصل العقوبة القصوى لكل تهمة تجسس اقتصادي إلى 15 عامًا سجنًا وغرامة تصل إلى 5 ملايين دولار، بينما تصل عقوبة سرقة الأسرار التجارية إلى 10 سنوات سجنًا وغرامة تصل إلى 250 ألف دولار.

وقد أنكر دينغ جميع الاتهامات الموجهة إليه، ويخضع حاليًا للإقامة الجبرية بكفالة حتى صدور الحكم النهائي في قضيته. وكان دينغ قد حاول الالتحاق ببرنامج حكومي صيني لدعم المواهب التقنية، حيث ادعى قدرته على مساعدة الصين في الوصول إلى مستوى عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي.

تداعيات الفضيحة على "غوغل" والأمن التكنولوجي

على الرغم من أن "غوغل" لم توجه إليها أي اتهامات مباشرة، إلا أن الفضيحة كشفت عن ثغرات أمنية خطيرة في أنظمة حماية البيانات الخاصة بالشركة. وقد تعاونت "غوغل" بشكل وثيق مع السلطات الفيدرالية خلال التحقيقات، كما قامت بتعزيز إجراءاتها الأمنية لمنع حدوث تسريبات مماثلة في المستقبل.

وتكشف المستندات المسروقة ليس فقط عن خطط "غوغل" المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي، بل أيضًا عن آلية عمل مراكز البيانات التابعة للشركة، مما يمثل خطرًا أمنيًا كبيرًا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه المستندات أن تمكن الشركات المنافسة من تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى الاعتماد على الشركات الأمريكية، وهو ما تسعى الولايات المتحدة إلى منعه بكل الوسائل.

حرب تكنولوجية بين العملاقين

تأتي هذه الفضيحة في إطار المنافسة الشرسة بين الولايات المتحدة والصين في مجال التكنولوجيا المتقدمة، حيث تسعى كلا الدولتين إلى تعزيز مكانتهما في سوق الذكاء الاصطناعي العالمي. وتُظهر القضية مدى حدة هذه المنافسة، والتي قد تتحول إلى مواجهة اقتصادية وسياسية أوسع في المستقبل القريب.