عاجل

الموقع الإلكتروني وجدة 24 وهويته البصرية الكاملة وصفحاته على مواقع التواصل الإجتماعي وبرمجته ومنصته... معروضة للبيع - إتصل على 0709043888

عرض استحواذ مفاجئ: هل تقع "تيك توك" تحت سيطرة الحكومة الأمريكية؟

author image

عرض استحواذ مفاجئ: هل تقع "تيك توك" تحت سيطرة الحكومة الأمريكية؟

في خضم التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين حول النفوذ التكنولوجي والأمن الرقمي، يعود تطبيق "تيك توك" (TikTok) ليحتل صدارة الأخبار العالمية. هذه المرة، تأتي الأنباء وسط محاولات أمريكية جادة لتعزيز السيطرة على المنصة الشهيرة، التي تُعتبر واحدة من أكثر تطبيقات التواصل الاجتماعي انتشارًا.

عرض استحواذ غير مسبوق

في تطور لافت، قدمت شركة الذكاء الاصطناعي الأمريكية "بيربلكستي" (Perplexity) عرضًا لشراء أعمال "تيك توك" داخل الولايات المتحدة. هذا العرض، الذي يُنظر إليه على أنه محاولة لإعادة تشكيل مستقبل التطبيق في السوق الأمريكية، يتضمن حصول الحكومة الأمريكية على حصة تصل إلى 50% في كيان جديد يُقترح تسميته "نيوكو" (NewCo).

يأتي هذا العرض في ظل مخاوف أمنية متزايدة من أن ملكية "تيك توك" الصينية، عبر شركتها الأم "بايت دانس" (ByteDance)، قد تشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي. وتخشى الجهات التشريعية الأمريكية من إمكانية وصول الحكومة الصينية إلى بيانات المستخدمين أو التحكم في خوارزميات المنصة، وهو ما نفته "بايت دانس" مرارًا.

سيناريوهات متعددة لمستقبل التطبيق

في ظل هذه الضغوط، تتنوع السيناريوهات المطروحة لمستقبل "تيك توك" في الولايات المتحدة، بدءًا من الحظر التام ووصولًا إلى مقترحات الاستحواذ التي قد تُرضي جميع الأطراف. ويُعتبر عرض "بيربلكستي" أحد الحلول الدبلوماسية التي تسمح للحكومة الأمريكية بممارسة نفوذها على التطبيق دون استبعاد "بايت دانس" تمامًا، حيث يُبقي العرض على بعض الاستثمارات الصينية مع ضمان سيطرة أمريكية كاملة على مجلس إدارة الكيان الجديد.

تفاصيل العرض الجديد

يأتي هذا العرض كمراجعة لخطة سابقة قدمتها "بيربلكستي" لشركة "بايت دانس" في 18 يناير/كانون الثاني، أي قبل يوم واحد من دخول القانون الذي يحظر "تيك توك" حيز التنفيذ. الاقتراح الجديد يسمح للحكومة الأمريكية بامتلاك ما يصل إلى نصف الكيان الجديد، مع إجراء طرح عام أولي بقيمة لا تقل عن 300 مليار دولار.

ومن المثير للاهتمام أن الأسهم المملوكة للحكومة لن تمتلك حقوق تصويت، ولن تحصل على مقعد في مجلس إدارة الشركة الجديدة. كما يسمح الهيكل الجديد لمعظم المستثمرين الحاليين في "بايت دانس" بالاحتفاظ بحصتهم في الأسهم، مع جلب المزيد من مقاطع الفيديو إلى "بيربلكستي".

ردود الفعل والتداعيات المحتملة

رغم أن "بايت دانس" أعلنت سابقًا أنها لن تبيع "تيك توك" في الولايات المتحدة، إلا أن العرض الجديد يُعتبر اندماجًا وليس بيعًا، مما يفتح الباب أمام احتمالات جديدة. بموجب الخطة المقترحة، لن تضطر "بايت دانس" إلى قطع جميع علاقاتها مع "تيك توك"، وهو سيناريو يفضله مستثمروها، مع السماح بالسيطرة الكاملة لمجلس الإدارة الأمريكي.

ويُشار إلى أن "بيربلكستي"، التي تأسست عام 2024 كشركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي، شهدت نموًا سريعًا في قيمتها السوقية، حيث ارتفعت من 500 مليون دولار إلى 9 مليارات دولار بحلول نهاية العام الماضي، مدفوعة بطفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي.

مستقبل "تيك توك" في الميزان

يأتي هذا العرض في وقت يُظهر فيه العديد من المستثمرين اهتمامًا متزايدًا بمنصة "تيك توك". وقد أبدى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تفاؤله بإمكانية التوصل إلى صفقة في غضون 30 يومًا.

وكان الكونغرس الأمريكي قد صوّت سابقًا لحظر "تيك توك" في الولايات المتحدة بسبب المخاوف الأمنية المتعلقة بهيكل ملكيتها. ومع ذلك، لم تقدم الولايات المتحدة حتى الآن أي أدلة علنية تثبت أن "تيك توك" قد سلمت بيانات المستخدمين إلى السلطات الصينية أو سمحت لها بالتلاعب بخوارزميتها.

خلاصة

في ظل هذه التطورات، يبقى مصير "تيك توك" في الولايات المتحدة معلقًا بين مطرقة الضغوط السياسية وسندان المصالح الاقتصادية. العرض الجديد لشركة "بيربلكستي" قد يمثل مخرجًا دبلوماسيًا يسمح ببقاء التطبيق في السوق الأمريكية مع تلبية المخاوف الأمنية، لكنه يفتح أيضًا بابًا واسعًا أمام المزيد من النقاشات حول مستقبل التكنولوجيا والسيادة الرقمية في عصر التوترات الجيوسياسية المتصاعدة.