جواد المومني يطلّ بعمل شعري جديد "يُناور الخرابَ"

صدر حديثاً عن دار القلم بالرباط ديوان شعري جديد للشاعر المغربي جواد المومني، تحت عنوان "يُناور الخرابَ، الشاعرُ (مئةٌ من أحواله النارية)"، والذي يُعد إضافة نوعية للمشهد الأدبي المغربي والعربي.

يأتي هذا الإصدار الجديد ليعكس تجربة شعرية غنية، حيث يقدم المومني مئة نص شعري تتنوع بين القصائد القصيرة والشذرات التي تحمل في طياتها إيحاءات وجودية وفكرية عميقة. ويُبرز الديوان صراع الشاعر مع الخراب والوجود، مع تركيز خاص على دور الشاعر ككائن قادر على فك طلاسم الوجود وصياغة حقائق مبشرة بالخلاص الروحي.

وفي مقدمة الديوان، يستحضر المومني مقولة الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه: "كل الأفكار العظيمة تُولَد أثناء المشي"، ليعبر عن كيفية اشتغاله على نصوص الديوان، التي جاءت نتاج لحظات من الهدوء والاختلاء بالذات، حيث يجد الشاعر نفسه في حوارٍ مع كائنات غير مرئية تمنحه الإلهام وتدفعه لصياغة نصوصه.

كما يُسلط الضوء في مقدمة الديوان على دور الصديقين الشاعر نور الدين ضرار والروائي التشكيلي محمد الهجابي، اللذين ساهما في إثراء العمل؛ الأول من خلال تقديمه النقدي الذي أضاء جوانب من الديوان، والثاني عبر لوحة الغلاف التي زينت العمل بأناقة تعكس روح التشكيل والإبداع.

ويُبرز الديوان أجواء شعرية مفعمة بالتأمل والرمزية، حيث يقدم المومني صوراً شعرية مميزة، منها:

"لَنْ نَفْهَمَ الشَّاعِرَ أَبَداً. فِي الْغَيْمِ يَهِيمْ، مُدَثِّراً نَوَايَاهُ بِرَأْسِ نَخْلَةٍ؛ يَظَلُّ كَالنَّسْرِ مُحَلِّقاً، وَإِنْ حَطَّ، بَيْنَ الْأَ‍حْرَاجِ يُقِيمْ."

"اَلْمَجْدُ، كُلُّ الْمَجْدِ لِنَهْرٍ رَافَقَهُ الشَّاعِرُ فِي مَجْرَاهْ. خَيَالُ الشَّاعِرِ لَا يَنْضُبُ."

يُضاف هذا الديوان الجديد إلى رصيد المومني الشعري الثري، الذي يضم مجموعة من الإصدارات البارزة، منها: "تاريخ دخان وصداقة ريح" (2014)، و"ذواتٌ يمتطيها الظّل (نسيج المُرار)" (2017)، و"أول البوح .. آخر الصمت" (2018)، و"حرّرتُها من عِطر البحر" (2019)، و"ريثما يعتريني الحَجَر" (2020)، وأحدث أعماله قبل هذا الديوان كان "أما بعد" (2024).

يُذكر أن الديوان سيطرح في الأسواق مع مطلع السنة الجارية، متيحاً للقراء فرصة الغوص في عوالم شعرية غنية بالتأملات الوجودية والانزياحات اللغوية التي تميز تجربة المومني الإبداعية.