ارتفاع أسعار البيض في الولايات المتحدة يثير توترات بين المستهلكين ويؤدي إلى فرض قيود على الشراء
تشهد الولايات المتحدة موجة غير مسبوقة من ارتفاع أسعار البيض، مما أثار حالة من القلق بين المستهلكين والعاملين في قطاع الزراعة على حد سواء. ويعزو الخبراء هذا الارتفاع الحاد إلى تفشي إنفلونزا الطيور، التي تسببت في نقص كبير في إمدادات البيض عبر البلاد.
ووفقًا لتقارير صادرة عن وزارة الزراعة الأمريكية، ارتفعت أسعار البيض بنسبة 14% بين نوفمبر وديسمبر من العام الماضي، مع توقعات بزيادة إضافية تصل إلى 20% خلال العام الجاري. هذا الوضع دفع العديد من متاجر البقالة إلى فرض قيود صارمة على شراء البيض، في محاولة لتجنب نفاد الكميات المتاحة.
فعلى سبيل المثال، قامت سلسلة متاجر "تريدر جو" الشهيرة بتحديد شراء علبة بيض واحدة فقط لكل عميل يوميًا، بينما فرضت مطاعم مثل "وافل هاوس" رسومًا إضافية قدرها 50 سنتًا على كل بيضة يتم طلبها. كما أعلنت حاكمة ولاية نيويورك، كاثي هوشول، عن إغلاق جميع أسواق الدواجن الحية في مدينة نيويورك وثلاث مقاطعات مجاورة حتى 14 فبراير، كجزء من الجهود الرامية إلى احتواء انتشار إنفلونزا الطيور.
وفي ظل هذه الأزمة، دعا قادة صناعة الدواجن، بما في ذلك مجلس البيض الأمريكي، إلى اتخاذ إجراءات شاملة لمواجهة الفيروس ومنع تفاقم الأزمة. ومع ذلك، تظل الحلول المقترحة مثيرة للجدل ومكلفة، دون وجود إجماع واسع حول كيفية وقف انتشار المرض بشكل فعال.
وفي تطور لافت، انتشر على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر مشادات كلامية وعراكًا جسديًا بين زبائن داخل أحد المتاجر الأمريكية، وذلك في خضم التنافس على شراء البيض الذي أصبح سلعة نادرة. وأفادت تقارير إعلامية محلية بأن بعض متاجر السوبر ماركت تسمح بشراء 12 بيضة فقط لكل عائلة، مع زيادة سعر العلبة بمقدار 50 سنتًا.
من جهة أخرى، أغلقت السلطات في نيويورك مؤقتًا جميع أسواق الدواجن الحية في المدينة وثلاث مقاطعات مجاورة، بعد اكتشاف إصابات بإنفلونزا الطيور في سبعة أسواق خلال الأسبوع الماضي. ومنذ بدء تفشي المرض في عام 2022، أدى الفيروس إلى نفوق أكثر من 156 مليون دجاجة وديك رومي وطيور أخرى، مما أثر بشكل كبير على إمدادات البيض وتسبب في ارتفاع أسعاره.
تُظهر هذه التطورات التأثير الكبير لإنفلونزا الطيور على سلاسل الإمداد في الولايات المتحدة، والجهود الجارية لاحتواء الأزمة وتخفيف آثارها على المستهلكين والصناعة.