"ليلة شعبانة" تُحيي روح التراث الأندلسي في طنجة وتُبهج الجمهور
في إطار احتفالاتها بالذكرى الثانية لافتتاحها، تواصل "دار الآلة-طنجة" إطلاق موسمها الثقافي والفني الذي تنظمه مؤسسة "نسائم الأندلس لحفظ الموروث بطنجة"، عبر سهرات فنية وثقافية متنوعة تهدف إلى إسعاد جمهور المدينة وعشاق التراث الأندلسي.
وبالتزامن مع هذه الاحتفالية، شهد مسرح دار الآلة ليلة الجمعة الماضية حفل "ليلة شعبانة"، الذي أحيته الطائفة العيساوية الفاسية تحت قيادة المقدم يونس التدلاوي. وقد تميز الحفل بأجواء روحانية عميقة، حركت مشاعر الحاضرين وأعادت إحياء تقاليد هذا اللون الثقافي الأصيل.
وتستعد دار الآلة لاستقبال حفل جديد الأسبوع المقبل، تُحييه المجموعة المديحية للزاوية الحراقية بطنجة، تحت إشراف المادح أحمد ياسين بندحمان. ومن المتوقع أن يشهد هذا الحدث إقبالاً جماهيرياً كبيراً، خاصة مع تزايد اهتمام الجمهور بالتراث الأندلسي.
يأتي ذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه جوق تطوان للآلة الأندلسية، برئاسة الفنان فهد بنكيران، خلال الأسبوع الماضي، حيث قدم وصلات موسيقية متنوعة أطربت الجمهور الحاضر. كما أضاف الفنان بلال هواج لمسة حماسية للأمسية من خلال مقاطع فنية أثارت تفاعل الحضور.
وتسعى المؤسسة الثقافية والفنية إلى جعل دار الآلة منارة للتكوين وحاضنة للتراث الأندلسي في طنجة، من خلال احتضان وتأطير العازفين وحفظة التراث ومحبيه، وتكريسهم كحماة لهذا الإرث الثقافي العريق. كما تعمل المؤسسة على تنظيم زيارات ميدانية في إطار برنامج "الأبواب المفتوحة"، تستهدف المدارس العمومية والخاصة والمعاهد والجمعيات في مختلف أنحاء المملكة، بهدف التعريف بالتراث الأندلسي ونشره.
ولم تقتصر أنشطة المؤسسة على المستوى المحلي، بل استقبلت وفوداً إعلامية من عدة دول، بما في ذلك اليابان وإسبانيا والبرتغال وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، في إطار جهودها للتعريف بهذا الفن الأصيل على المستوى الدولي.