غضب عارم في مركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط بسبب "تغييب" حقوق الطلبة
تصاعدت حدة التوترات في مركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط، المركز الوحيد من نوعه في المغرب، حيث دخل طلبة مسلك الشؤون المالية، فوج 2025، في إضراب عن التكوين احتجاجًا على ما وصفوه بـ"التغييب المتعمد" لحقوقهم في إطار تنزيل مقتضيات النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية.
وجاءت هذه الخطوة الاحتجاجية ردًا على قرار وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة رقم 3075.24، الصادر في 3 جمادى الآخرة 1446 (5 ديسمبر 2024)، والذي حدد كيفية تنظيم التكوين الخاص لفئة الممونين ضمن إطار مفتشي الشؤون المالية. وقد اعتبر الطلبة أن القرار يتجاهل حقوق فوجي 2024 و2025، خلافًا لما نصت عليه المادة 76 من النظام الأساسي، والتي تضمن حقهم في تغيير الإطار بعد التخرج.
النقابة تدخل على الخط
لم تكن الاحتجاجات مقتصرة على الطلبة فقط، بل دخلت النقابة الوطنية لمفتشات ومفتشي التعليم بالمغرب، المنضوية تحت لواء الجامعة الوطنية للتعليم (UMT)، على خط الأزمة. وأصدرت النقابة بلاغًا حملت فيه الوزارة الوصية "مسؤولية العبث الذي تم تكريسه في تدبير ملف الشغيلة التعليمية"، معتبرة أن "نازلة فوجي 2024 و2025 كشفت الوجه الحقيقي لسياسة الإقصاء والتهميش".
ودعت النقابة إلى "إيجاد حل عاجل" يضمن للطلبة الحاليين، خاصة فوج 2025، تجنب أي تعقيدات مستقبلية، خصوصًا مع اقتراب موعد امتحانات الفصل الرابع ومناقشة بحوث التخرج. كما طالبت بـ"حماية أقدمية الطلبة من القرصنة جراء تغيير الإطار بعد التخرج"، مؤكدة أن الوزارة ملزمة بتطبيق المادة 76 بشكل صريح وعادل.
طلبة يحتجون على "الإقصاء غير المفهوم"
من جانبه، أوضح محمد الجرفي، طالب مفتش مسلك الشؤون المالية بالمركز، أن الاحتجاجات تأتي رفضًا لـ"التهميش والإقصاء غير المبرر" الذي طال فوجي 2024 و2025 في قرار التكوين الصادر بالجريدة الرسمية في 3 فبراير 2025. وأضاف الجرفي أن الطلبة "لا يعارضون مكتسبات الممونين الذين تم إدماجهم في إطار مفتشين مع الإعفاء من المباراة والتكوين الأساسي، لكنهم يرفضون أن يتم استثناؤهم من القرار دون مبرر".
وأشار إلى أن الطلبة تقدموا بمراسلات إلى الكاتب العام للوزارة، كما بذلت مديرة المركز جهودًا لحل الأزمة، إلا أن الوعود التي تلقتها الأطراف المعنية بـ"تأويل إيجابي" للمادة 76 لم تترجم إلى إجراءات ملموسة على أرض الواقع، مما أثار مخاوف من أن تكون مجرد محاولة لتهدئة الاحتجاجات دون حل جذري.
مخاوف من تداعيات مستقبلية
بدوره، أكد حسن جمراني، طالب مفتش مسلك الشؤون المالية بالمركز، أن فوج 2022-2024، الذي تم تعيينه كمفتشين للشؤون المالية، تعرض لظلم مماثل، حيث سيحتسب لهم الأقدمية بدءًا من 1 سبتمبر 2025، بينما استفاد الممونون المدمجون من أقدمية تعود إلى 1 يناير 2024، رغم عدم تلقيهم التكوين الخاص بعد.
وحذر جمراني من أن فوج 2025 سيواجه نفس المصير إذا لم يتم تدارك الوضع، حيث سيحتسب له الأقدمية من تاريخ توقيع عقد الالتحاق (1 سبتمبر 2025)، مما سيحرمه من امتيازات الترقي والاستفادة من السنوات الاعتبارية للتقاعد، مقارنة بزملائه المدمجين.
نداء عاجل للتدخل
في خضم هذه الأزمة، طالب الطلبة والنقابة بضرورة تدخل عاجل من وزارة التربية الوطنية لإنصاف الفوجين المتضررين، وتطبيق المادة 76 بشكل عادل يضمن حقوق جميع الأطراف دون إقصاء أو تهميش. وأكدوا أن استمرار تجاهل مطالبهم سيزيد من تعقيد الأوضاع، خاصة مع اقتراب مواعيد الامتحانات والتخرج، مما قد يؤدي إلى تصعيد الاحتجاجات في الفترة المقبلة.
يذكر أن مركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط يعد المركز الوحيد في المغرب الذي يضم مسلك الشؤون المالية، مما يجعله وجهة للطلبة من مختلف مناطق المملكة، الذين يتحملون مصاريف إضافية للإقامة في العاصمة خلال فترة التكوين.